ّأبرز ما جاء في التأمّل الروحي
للأب ميشال عبود الكرملي
في رسالةِ الرسول بولس الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
الإصحاح الثاني
19/3/2014
عندما نقرأُ في الكتاب المقدَّس مفرداتٍ مثل: "المشقَّات، الاحتمال، الشَّدائد"، يخطرُ في بالِنا أنَّ القداسة هي حبُّ الألمِ. وللأسف، فإنَّ القدِّيسَ في نظرِ الكثير من شبيبتِنا وأطفالنا هو الذي تألَّمَ جدَّاً وذاقَ مُرَّ العذابِ. وهذهِ الفكرةُ تسودُ نتيجةً للأفلامِ التي تروي سِيَرَ حياةِ القدِّيسين، وتختصرُ سنينَ طويلةً منها في ساعتَيْن أو ثلاث مركِّزةً على الألمِ والعذابِ، ومتجاهلةً الأمور الطَّبيعيَّة التي عاشها، من لحظاتِ الفرحِ والغضبِ والخطيئةِ. ولأنَّ الإنسانَ بطبعهِ لا يُحبُّ العنفَ والألمَ، يؤدِّي به هذا الأمرُ إلى رفضِ القداسةِ، فيحيا حياتَه المسيحيَّة بتصنُّعٍ معيَّنٍ.
وعيدُ "جميعِ القدِّيسين" ليس عيداً للقدِّيسينَ المعروفين، بل هو عيدُنا نحن، إذ يرفعُ الكاهنُ الكأسَ في اللِّيتورجيا ويقولُ: "القدساتُ للقدِّيسين" أي لنا نحنُ، لأنَّ كلَّ إنسانٍ يتعاطى معَ اللهِ القدُّوس هو قدِّيسٌ، والرَّسول بولس كان يتوجَّهُ إلى المسيحيِّين في رسائلهِ بعبارة: "إلى الأخوة القدِّيسين". فالقداسةُ إذاً هي التَّعلُّقُ بالقدُّوس أي الله، والله قد شاركَنا في كلِّ شيءٍ، بالولادةِ والألمِ والموت.
كلُّ إنسانٍ على الأرض يعاني من ألمٍ ما، إمَّا ألمٌ نفسيٌّ أو جسديٌّ أو روحيٌّ، والإنسانُ سيعاني ألماً مقابلَ كلِّ مسؤوليَّةٍ يريدُ أن يتحمَّلَها. فعندَ تقدمة يسوع إلى الهيكل لم يغبط سمعانُ الشَّيخ مريمَ لأنَّها ستحيا حياةً سعيدةً هنيئةً لكونها أمُّ الرَّبِّ، بل قال لها: "سينفذُ سيفٌ في قلبِكِ". والإنسانُ لا يستطيعُ أن يرفضَ مسؤوليَّته.
يقولُ الرَّبُّ يسوع: "إنَّ حبَّةَ الحنطة إن لم تقعْ في الأرضِ وتَمُت تبقى واحدةً، وإن ماتَت تأتي بثمرٍ كثيرٍ"، أي إن بقيَ نِصفُها خارج التُّراب لن تعطيَ ثمراً. ومشكلتُنا في الحياةِ هي "الوسطيَّةُ" التي لا تعطي ثماراً، وفي حياتِنا ورسالتِنا المسيحية لا نجدُ ثماراً في بعضِ الأحيان لأنَّنا نأخذُ من الأمورِ ما يعجبُنا، ونرذلُ ما لا يعجبُنا. كما أنَّنا نأخذُ الإيمانَ بالشُّعورِ الذي يأتي من الآخرين وليسَ من اختبارٍ، فإن لم نشعر أثناءَ قيامِنا يالصَّلاة كما كان يشعرُ القديسُ شربل أثناءَ صلاتِه، اعتقدنا أن هناك هوَّةٌ بيننا وبين القداسة.
والأمرُ الأوَّل الذي يجبُ أن نختبرَهُ ونعرفَهُ مسيحيَّاً هو أنَّ الله حاضرٌ فينا، أي أنَّه يقودُنا، والله لا يقودُ أحداً إلى الشَّرِّ. أمَّا الأمر الثَّاني فهو إن قرَّرنا أن نضعَ يدَنا بيدِ الله، فعلَينا أن نعرفَ من هو اللهُ أوَّلاً، وذلك من خلالِ الكتاب المقدَّس الذي يدعونا كمسيحيِّين ألَّا نكونَ وسطيِّين. ولا يمكنُ أن تَحلَّ كلمةُ الله في قلب الإنسان دون أن تفعلَ فيه إمَّا مباشرةً أو بعدَ حينٍ، لذا علينا أن نقرأَ باستمرارٍ في الكتاب المقدَّس حتى لو القليل.
قد نُضطرُّ أحياناً إلى اتِّخاذ قراراتٍ تضرُّ بنا أو بالآخر، وأوَّلُ ما يتوجَّبُ علينا التَّفكيرُ به عندها هو إن كانَ هذا التَّصرُّف يرضي الله أم لا، فإن كانَ يُرضي الله علينا أن نستمرَّ به حتى النِّهاية، أمَّا إن لم يكنْ يرضي الرَّبَّ، فعلينا أن نتريَّثَ، لأن التَّصرُّف قد يرضي رغبتَنا بالانتقام، أو يرضي نظرةَ النَّاس لأنَّنا قد نحيا بحسبها أحياناً، وإن عملنا على إرضاءِ النَّاس كُنَّا جنوداً لهم، ونحنُ علينا أن نكونَ جنوداً لله، كما يقولُ بولس الرَّسول في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس: "شارَكْتَني في المشقَّاتِ شأنَ الجنديِّ الصَّالح للمسيح يسوع". وعلينا أن ندركَ أنَّ كلَّ عملٍ سنعملُهُ، أو كلَّ كلمةٍ سنقولُها، أو أيَّ مشروعٍ سنخطِّطُ لهُ، إنَّما نفعلها جميعُها لأجلِ الله، وهذا ما يجب أن ندعو إليه في نشاطاتنا وجماعاتنا حتى إن لم تكنْ لها رسالةٌ محدَّدةٌ، فكلُّ نشاطٍ يرتبطُ بالله فيهِ رسالةٌ، والله هو الأهمُّ روحيَّاً.
وبحسبِ بولس الرسول قد نتعبُ تعباً "شرعيَّاً"، مما يضفي قيمةً لحياتِنا وهذا ما نُسمِّيه مسيحيَّاً بالثِّمار، لذا يستخدمُ بعضُ النَّاس في الصَّوم عبارة "صوم مثمر" بدلاً من عبارة "صوم مبارك"، إشارةً إلى نتيجة الصَّوم، وينطبقُ هذا على كلِّ فعلٍ في حياتنا إذ يقول يسوع: "إن ما يتمجَّدُ به أبي هو أن تُثمروا ثمراً كثيراً وتكونوا تلاميذي".
بالرَّغمِ من أنَّ بعضَ المسيحيِّين قد تألَّموا، وأنَّ يسوع قد ماتَ على الصَّليب، وأنَّ هناكَ الكثيرُ من الشُّهداء وممَّن يبذلونَ ذاتهم، إلَّا أنَّ ديانَتنا ليست ديانة الموت، بل ديانة الحياة. وعندما نقولُ: "يسوعُ قام من بين الأمواتِ" علينا أن نشعرَ بذلك في حياتنا، قد نعيشُه كإيمانٍ ولكن يجب أن نشعرَ بهذا الشعور في لحظاتٍ معيَّنةٍ.
وبالعودةِ إلى العهدِ القديم، نجدُ أنَّ النَّبيَّ إيليَّا يُصَوَّر دائماً وهو مُمسكٌ بالسَّيف والرُّؤوس مقطوعةٌ أسفلَ قدمَيْه. ومعنى اسمُ إيليَّا: الله هو لي، وقصَّته باختصارٍ كالتَّالي:
تزوَّجَ الملك آحاب من الملكة إيزابل الكنعانيَّة ابنة صور، التي نقَلَت معها آلهتَها البعل إلى الملكة الجديدةِ، وبقيَ صنمٌ واحدٌ للبعل أرادَت أن تحتفلَ بوصولهِ مع كهنَتِه احتفالاً كبيراً وضخماً. وأهلُ اسرائيل يعبدونَ الله الإله الواحد ويرفضون السُّجود للآلهة، ولكنَّ دخولهم إلى الاحتفالِ للتَّنعُّم بالموائدِ كان مشروطاً بالسُّجود أمامَ تمثالِ البعل. وكان هناك نبيٌّ يُدعى إيليَّا ومعه 400 نبيٍّ تلميذٍ (تلاميذٌ للأنبياء، والنَّبيُّ هو من يعيشُ كلمةَ اللهِ ويدلُّ النَّاس عليها)، اشترتهم إيزابل بتلبيةِ حاجاتهم الماديَّة دون أن تُضطرَّ إلى مواجهتِهم وإجبارِهم على ترك إلههِم قسراً، أما إيليَّا فقال: "وبقيتُ أنا وحدي".
بعدَها، كان التَّحدِّي الكبير لمعرفة إله من فيهم هو الله، البعل أم إيليَّا. فأتى كلُّ طرفٍ بمذبحٍ وُضِعَت عليه ذبيحةٌ، وكان الاتِّفاق أن تتمَّ الصَّلاة أمام المذبَحَيْن ومن كان إلهه حيَّاً أنزلَ ناراً على المذبح. وبدأ تلاميذُ البعل - الذين كانوا قبلاً تلاميذَ الله – بالصَّلاة والصُّراخ واستجداءِ النَّار من البعل منذ الصَّباحِ وحتى المساء، وإيليَّا يهزأُ بهم ويطلبُ منهم أن يصرخوا بصوتٍ أعلى علَّ البعلَ نائمٌ، ولا نتيجة.
أمَّا إيليا فبنى مذبحاً من 12 حجرٍ، كعددِ أسباطِ اسرائيل، وطلبَ من اللهِ أن يجعلَ الجميعَ يدركُ حقيقةَ أنَّهُ الله الحي بإنزال النَّار، وهذا ما حدث. والنَّار هي علامةُ الحياةِ، لأنَّ جسدَ الإنسانِ يبردُ بموتِهِ، ويبقى ساخناً طالما هو على قيدِ الحياة. وفي الفلسفةِ القديمة كان هناك تفسيرٌ بأنَّ سراجاً يوجدُ في قلبِ الإنسان ويُعطيه الحرارة، وعندما يموتُ يُقال: "نفذَ زيتُه"، وإيليَّا أنزلَ النَّار رمز الحياة: "ليعرفوا أنَّكَ أنتَ الإلهُ الحيُّ". وبعد أن نزلَتِ النَّارُ دعاهُم إيليَّا للاقترابِ، كعلامة أنَّ من لديه الله يجذبُ النَّاس، وهذا منطقُ البشارةِ، إذ على الإنسانِ أن يحيا بالرَّبِّ القائمِ من بين الأموات، ويجذبَ غيرَهُ أيضاً لأنَّ إيمانَه بالقيامةِ لوحدِهِ لا يكفي.
وإيليَّا قد قال أمرَيْن عندما صلَّى، الأوَّل: "حيٌّ هو الرَّبُّ الذي أنا واقف ٌأمامَهُ"، وهذا ما يدعونا إليهِ الرَّبُّ يسوع، أن نُصلِّيَ ولكن ليس كوهمٍ، بل أن نتحدَّثَ مع اللهِ الحيِّ. أمَّا قولُ إيليَّا الثَّاني فكان: "غرتُ غيرةً للرَّبِّ إلهِ الجنود"، أي أنَّهُ لم يتَّخذ موقفاً وسطيَّاً، ولم يقبلْ أن ينتهِكَ أحدٌ سيادةَ الله، ونحنُ علينا أن نكونَ مثلهُ بالرَّغمِ من أنَّ الله ليسَ بحاجةٍ لمن يدافع عنه.
بعدها أخذَ إيليَّا تلامذةَ البعلِ إلى نهرِ كريت الفاصلِ بين أرضِ كنعان (لبنان، صور وصيدا) وأرضِ اسرائيل، وذبَحَهُم. أمَّا في النَّصِّ العبرانيِّ فلم تُستَخدَم كلمةُ "ذبحَهُم"، بل "شَحَطَهُم" على الرَّغمِ من وجودِ كلمةِ "ذبحَهم" باللُّغة العبرانيَّة. والمنطقُ يقولُ أنَّ إنساناً وحيداً لا يتمكَّنُ من قطعِ رأسِ 400 شخصٍ، لذا قد يكونُ إيليَّا قد أرسلَهُم بعيداً إلى المناطقِ التي جاؤوا منها.
أمَّا نحنُ فقد شدَّتْنا إيزابل إلى الوثنيَّة دونَ أن نعرف. فعلى سبيلِ المثال، تحوَّلَ عيدُ البربارة إلى عيدِ الهالوين، الذي لا علاقةَ له بالقدِّيسة. وعيدُ ميلادِ الرَّبِّ يسوع باتَ يفتقدُ إلى كلِّ ما يشيرُ إلى يسوع. فالوثنيَّةُ لن تمنعَنا من الاحتفالِ بعيدِ البربارة، أو عيدِ الميلادِ المجيدِ، إلا أنَّها أجبرَتْنا أن نُعيِّدَ لهما على طريقتها دونَ أن نُدرك. علينا أن ننتبه لئلَّا نتحوَّل تلامذةً للبعلِ بعد أن كُنَّا تلامذةً للهِ.
وبحسبِ الكتابِ المقدَّس فقد أقسَمَت إيزابل بحياتِها أن تأخذَ روحَ إيليَّا، فهربَ إيليَّا ووصلَ إلى مكانٍ ما مُتعباً فقالَ للرَّبِّ: "لستُ خيراً من آبائي، حَسبي أن تأخذَ اليومَ نفسي"، أي أنَّهُ بالرَّغمِ من كلِّ قوَّتِهِ قد تمنَّى الموتَ لنفسِهِ، وأيُّ إنسانٍ قد يمرُّ بلحظاتٍ مشابهةٍ في حياتِهِ عندما يمرُّ في ضيقةٍ ويرفضه الآخرون. ونامَ إيليَّا بعدَهَا، إلَّا أنَّ ملاكَ الرَّبِّ أيقظَهُ وطلبَ إليهِ أن يأكلَ ويشربَ، ووجدَ جرَّةَ ماءٍ ورغيفَ دقيقٍ، إلَّا أنَّهُ عاوَدَ النَّوم فأيقظَهُ الملاكُ مُجدَّداً، فقامَ إيليَّا وشربَ وأكلَ، وسارَ مدَّة 40 يوماً في البريَّةِ بعدَها، وهي المدَّةُ الطَّبيعيَّةُ التي يستطيعُ فيها الإنسانُ أن يحيا مُنقطعاً عن الطَّعام، وقد ذُكِرَت مرَّاتٍ عدَّةً في الكتابِ المقدَّس، حتَّى أنَّ يسوعَ قد "صامَ أربعينَ يوماً وأربعينَ ليلةً حتَّى جاع". وصلَ بعدَها إيليَّا إلى الجبلِ، وأُبلِغَ أنَّ اللهَ سيمرُّ أمامَه. وهبَّت في البدايةِ ريحٌ قويَّةٌ، إلَّا أنَّ الله لم يكنْ فيها. ثمَّ حدثَ زلزالٌ من نارٍ، إلَّا أن الله لم يكنْ في النَّار، ثم مرَّ نسيمٌ عليلٌ، فخبَّأَ إيليَّا وجهَه لأنَّ أحداً لا يستطيعُ أن يرى وجهَ الله ويبقى على قيدِ الحياة بحسب العهد القديم، وكانَ الله في النَّسيم العليل، ليخبِرنا أنَّ الله حاضرٌ في الهدوء.
والإنسانُ بحاجةٍ لأن يعيشَ حضورَ الله، ومن يفعل يكُن علامةً فارقةً لأنَّ لديه سلاماً وحماساً داخلِيَّيْن لا يمنحهُما له إلَّا سرُّ اللهِ، لذا لا يستطيعُ الإنسانُ أن يُعطِيَهما لأحدٍ ولكن يمكنُه أن يدلَّ علَيهما بأن يحياهُما ويكونَ علامةً لهما، كما يقولُ المزمور: "ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الرَّبَّ". والرَّسولُ بولس يطلبُ من تلميذِهِ أن يعيشَ ما عاشَهُ إيليَّا في العهدِ القديمِ ويسوعَ في العهد الجديد: "في سبيلهِ أُعاني المشقَّات حتَّى احتملْتُ القيودَ كالمجرم"، فيسوع قد عُومِلَ كمجرمٍ وصُلِبَ بين لِصَّيْن، وما الصَّليبُ إلا حكمُ إعدامٍ، إلَّا أنَّه قد صارَ أداةَ خلاصٍ لنا لأنَّ يسوع قد ماتَ عليه.
ويُتابعُ الرَّسول بولس في رسالته إلى تلميذه: "لذلك اصبرْ على كُلِّ شيءٍ من أجل المختارين"، أي أنَّ النَّاسَ الذين يعملُ معهم لن يحتمِلوه طولَ الوقتِ، وقد يقوموا علَيه، إلَّا أنَّه يجب أن يصبرَ، والقدِّيسة تريز تقول: "بالصَّبر ننالُ كلَّ شيءٍ"، ولكن من أينَ ننالُ الصَّبر؟ الصَّبر يُكتَسَبُ رويداً رويداً.
ونحنُ لا نستطيعُ أن نُغيِّرَ العالمَ، ولكن هذا لا يعني أن نفقدَ حماسَنَا، ففي أماكن معيَّنة علينا أن نبدأَ بتغييرِ ذواتِنا. ويُكمِلُ الرَّسول بولس: وَمَا أَصْدَقَ الْقَوْلَ: «إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ، فَسَوْفَ نَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ؛ 12 إِنْ تَحَمَّلْنَا الآلاَمَ، فَسَوْفَ نَمْلِكُ أَيْضاً مَعَهُ؛ إِنْ أَنْكَرْنَاهُ، فَسَوْفَ يُنْكِرُنَا أَيْضاً؛ 13 إِنْ تَخَلَّيْنَا عَنْ أَمَانَتِنَا، فَهُوَ يَبْقَى عَلَى أَمَانَتِهِ، إِذْ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَنَكَّرَ لِذَاتِهِ!"، وهذه العبارةُ مرادفةٌ لقولِ يسوع في الإنجيل: "من أنكَرَني أمامَ النَّاس أُنكرهُ أمامَ أبي الذي في السَّماوات". وهذا هو مفتاحُ الخلاصِ المرتبط بكلِّ واحدٍ مِنَّا، فإنكارُ المسيح لا يحدثُ بسببه بل بخيارِنا نحن، "وإن كُنَّا غير أمناء ظلَّ هو أميناً" إذ لا يُنكِرُ الرَّبُّ نفسَهُ وطبيعته لا تتغيَّر. وفي المزامير والعهد القديم، تمَّ تصويرُ الله وكأنَّه مثلنا، يغضبُ ويفرحُ ويتحرَّك.
ونحنُ في حياتِنا عندما نمرُّ في أزمةٍ، نرى أنَّ صورَ القدِّيسين جميعهم مُتعبِين معنا، وإن كُنَّا مرتاحين نجدهُم مثلنا أيضاً، حتى أنَّ نظرتَنا هذه تتحوَّل إلى اللهِ أيضاً. والمطلوبُ مِنَّا هو تنقيةُ إيماننا من مشاعرنا، فالله لا يتغيَّر.
ملاحظة: دُوِّنَت من قِبَلِنا بتصرُّفٍ.
تتمة...